Header Ads

إلى الهلالي أنتم منبوذون من العائلة الديمقراطية

ليس لي إلا أن أشكر السيد الهلالي على هده الفرصة للتأمل في رده على المناضلة الأخت خديجة الرويسي، هدا الرد الذي لم يخرج عن سياق باقي الخرجات الهيتشكوكية ضد العقل، هي رسالة لم تكن موجهة للرويسي فقط بل كانت رسالة موجهة لكل العائلة الديمقراطية كي تستفيق من سباتها العميق، هي رسالة تنبش في التاريخ القريب الملتسق بنا المنتج لهده الوضعية الشاذة التي أوصلت قوى الظلام للسلطة في عز الربيع الديمقراطي في شمال إفريقيا، فيا معشر الحداثيين استفيقوا...
سيدي الهلالي؛
إن ردكم هدا على السيدة الرويسي أو حتى ردود أخرى كانت في نفس السياق، هو خطاب لا ينطق بإسم الشخص المنتج له وحده، بل ينطق بإسم الوحدة الذهنية التي تنتمي إليها أنت و جماعتك. فما وجدت في خطابكم هدا، الخطاب الصريح الذي لا يراعي فيه الجانب السفسطائي لتنظيمكم، خطابكم هدا يطابق مذهب علماء الكلام في عصر الإنحطاط الإسلامي، فكتبت في كل شيء حقا و باطلا و لم تكن مخلصا.

من نبرة خربشاتك يظهر بالجلي الواضح استيعابكم لمكر التاريخ الذي يبصقكم اليوم من السلطة تدريجيا بعد أن بلعكم في أول الأمر،من نبرتكم أحس حنينا للمخزن العثيق الذي آواكم و سخركم كعصا يضرب بها متى يشاء و يرميكم كما يشاء، فحارب بكم القوى الديمقراطية في عز عنفوانها مستغلا فيكم عدم امتلاككم آليات التحليل العلمي و عشقكم الهيستيري لبياض السلاح، فقتل بنجلون ضمير الصحافة الحي بكم و قتل آيت الجيد بكم الدي لم يسلم هو الآخر من عنفكم رغم رفضه التحالف مع المخزن العتيق ضدكم و دشنتم به دخول الإخوان للمغرب رسميا.
الإخوان و المغرب:
سيدي الهلالي؛
لا نحتاج لاعترافكم سيدي ليكون لنا اليقين بأنك إخواني، فدخول إخوانكم لبلاد مراكش كما يحلو لحسن البنة مر على مراحل ثلاث: 1937 بعد التأطير و التكوين بعث محمد بن علال الفاسي إلى فاس و أحمد بن الصديق إلى طنجة كممثلين عن الإخوان بالمغرب لكن هده المحاولة باءت بالفشل بسبب الاستعمار. ثم كانت المحاولة الثانية بمحمد أحمد الجباري عضو البعثة المغربية الأزهرية هي أيضا باءت بالفشل. حينها استوعب تنظيم الإخوان أن دخول المغرب لن يكون بفرد واحد بل سيكون أكثر براغماتية حين سيبحث عن تنظيم جاهز له نفس المبادئ و التوجهات و أيضا البحث عن شخصية مؤثرة على الساحة السياسية تصعب تصفيتها و لم يكن غير الدكتور الخطيب رحمه الله أحد مؤسسي الكشفية الحسانية منبع الحركات الإسلامية خصوصا بعد انفصاله من الحركة الشعبية و تأسيسه للحركه الشعبية الدستورية الديمقراطية احتجاجا على حالة الإستثناء، فأصبحت للخطيب علاقات وطيدة مع كل من توفيق الشاوي و محمود أبو السعود و سعيد رمضان و الشاعر الإسلامي عمر بهاء الدين الأمير و هي قيادات بتنظيم الإخوان، سرعان ما تحولت هده العلاقات و التقاطعات إلى رغبة في استبدال إسم الحزب باسم النهضة الإسلامية لكن الإدارة اعترضت على الإسم. و مع انحطاط الحزب في الساحة السياسية و تجدر الكتلة الديمقراطية في المجتمع سارع الخطيب إلى ضم حركة الإصلاح و التجديد ( المجموعة الست من الشبيبة الاسلامية) و رابطة المستقبل الاسلامي ــ كرد فعل طبيعي لاتفاق الكتلة الديمقراطية مع الملك الراحل الحسن الثاني حول الدستور في أوائل التسعينات ــ ليتوج به الدخول الرسمي لمشروع النهضة كشعار في انتخابات 1996 أي شعار "النهضة الشاملة" ما سيعطي حزب العدالة و التنمية بعد الاندماج الكلي للجماعتين في حركة التوحيد و الإصلاح.
روح الإخوان تنبعث من رائحتك:
سيدي الهلالي؛
إن تنكرتم للتاريخ، فلابد أن تقتنع سيدي أنكم الإمتداد الطبيعي و الموضوعي للإخوان سلوكا و منهجا، فعدم التسامح و التعصب يشكلان المرافق الطبيعي للعاطفة الدينية و هي سلوكات نابعة من الاعتقاد أن الإخوان يمتلكون سر السعادة الدنيوية و مفاتيح الجنة، هدا من أهم النقط المشتركة بين الإخوان و جماعتكم التوحيد و الإصلاح، فموردوكم يتسمون بهده الخصائص من الخضوع الأعمى، و التعصب العنيد و حب الدعاية العنيفة و أفضل مثال المسار الدموي للتجديد الطلابي، فهي خصائص ملازمة لكل عاطفة دينية، فكنتم أذكياء في إلباس عقيدتكم زيا دينيا للوصول للسلطة بل لتملكها كليا كما وقع في مصر، فتكتسي آرائكم و مواقفكم الحلة الدينية حتى توضع بمنآ عن المناقشة أو الأخد و الرد و لكي تكون مطلقة كقول بنكيران لقد اختارنا الله لنكون على رأس الحكومة و ليس الشعب. فالأفكار و العواطف التي تنبتق أو تتحول إلى فعل عندكم مصدرها الوحدة الذهنية للإخوان لكن التماثلية الظاهرية للخصائص و السمات تختلف من دولة لأخرى، فالتماثلية الظاهرية لإخوان مصر مع العسكر ليست مع النظام البوليسي التونسي و ليست هي مع النظام المخزني بالمغرب.
إن دين الإخوان يرفض الأفكار من دون أن يتحمل نقاشها أو مناقشتها فما يقول المرشد يغزو عقولكم سريعا و ترفعوه لمصاف المثالية ثم تندفعون به في صورة إرادية إلى التضحية بالنفس، فلا ترفعون غير العنف الحاد شعورا فتعاطفكم الأولي ما يلبث حتى يصبح عبادة لما يقوله المرشد لا لما يقوله الله سبحانه و تعالى، و في حالتكم هده تنخفض طاقة التفكير و يذوب المغاير في المتجانس الأعور بينما تطغى الخصائص الإخوانية التي تصدر عن اللاوعي و هدا ما يظهر دفاع شبيبتكم الأعمى للإخوان في مصر و تناسي ضحايا دانييل و هو الأولى في النضال الراهن، حتى أصبح كلام الإخوان دوغما لا تناقش لديكم فنشأت الرغبة في تعميم هده الدوغما فمن لا يشاطركم الرأي أو الإعجاب بدين الإخوان يصبحون أعداء و ملاحيد و كفرة بالله و العياد بالله، فهيمنة الشخصية اللاواعية لديكم لن تقف في السباب و الشتم في شخص خديجة الرويسي أو عصيد أو الإفريقي... بل لديكم القدرة من أجل المرشد على تحويل البخيل إلى كريم، و الشكاك إلى مؤمن، و الرجل الشريف إلى مجرم، و الجبان إلى بطل بل وصلت بكم التبعية إلى إندار المؤسسة الملكية لبيانها المهنئ بالرئيس الجديد بمصر و دلك بقضية دانييل... سيدي الهلالي إن عدتم رفع القلم...
يا معشر الحداثيين اتحدوا ضد الظلام:
و في هده الأسطر الأخيرة أناشد كل الحداثيين كل القوى الحية الديمقراطية لتفعيل معارضة حقيقة لإنقاد الوطن، لكل تواق لدولة مدنية يسود الإسلام ولا يستغل، لكل من يناضل من أجل الحرية الايجابية (الحرية التي لا تتحول إلى ديمقراطية قناع للأنظمة الشمولية وتحولها لأنظمة تسلطية), والمواطنة (الشعور بالملكية العامة وبالمسؤولية عن الأداء الجيد للمؤسسات وتحويل المجتمع إلى مجتمع سياسي)، التمثيل (أن تكون المصالح الاجتماعية قابلة للتمثيل ويكون لها الاولوية على الاختيارات السياسية).
فيجب و من المفروض أن تكون البنية التنظيمية للأحزاب السياسية هي نتيجة لبنية توجه عام حداثي و تترجم في الرأي العام حتى تصبح درجة التطابق بين الرأي العام داخل القوى الديمقراطية و التوجه العام و تعبيره البرلماني درجة المثالية و التناسق بين الخط الناظم بين القيادة للأحزب و قاعدته, و تصل الأمانات الجهوية كأساس لهدا الخط لتلعب أدوارها الأساسية في خلق آلية تنظيمية ذات طابع براغماتي وعمق حداثي تحتوي فيها كل التمظهرات الاجتماعية وتتلاشى التمفصلات بين الفاعلين الاجتماعيين حتى تنسجم تكريسا للديمقراطية الاجتماعية و منفتحة على جميع المدارس السياسية السابقة والترسبات الإيديولوجية للبنية البشرية في التنظيم فينصهر الصراع الدائم بين التيار الإيديولوجي و التيار البراغماتي الذي أنهك الحداثيين. وأقول قبل أن ينتخب النائب البرلماني من قبل ناخبيه، يقع عليه إختيار الحزب أولا، ولا يقوم الناخبون إلا بتزكية هدا الإختيار إدن فهو صورة للتوجه العام للأحزاب و إن كانت هده الصورة مشوهة فمردها هي البنية التنظيمية المشوهة. وخوضنا في هدا الموضوع الشائك في الساحة السياسية لابد لنا من تفكيك مفهوم المعارضة في تجلياتها على مستويين من السلطة، الفصل الأفقي للسلطة ومظهرة المعارضة في حد السلطة بالسلطة، فالسلطة التنفيدية تحدها السلطة التشريعية و هي بدورها تحدها السلطة القضائية وتتناوب هده السلط في لعب دور المعارضة فيما بينها فتقسم الأعمال ترسيخا للديمقراطية والحكامة في استعمال السلطة، وفصلا عموديا بين حكومة و معارضة مؤسسات كما أرادت لها الديمقراطية أن تكون كأغلبية و أقل من أغلبية في منظومة سياسية ذات طابع تعدد حزبي كما هو الشأن للنموذج المغربي بكل تجلياتها الحزبية والبرلمانية و الإعلامية، زد على دلك ونحن نتكلم عن الإستثناء المغربي لابد من ذكر نوعين من المعارضة، المعارضة في ضل الشرعية ومعارضة من خارج المؤسسات.
وتنبني المعارضة على ثلاثة أصناف من الصراعات: صراع بدون مبادئ في الثنائية الحزبية كما هو الشكل في النموذج الأمريكي، والصراع على مبادئ ثانوية أي حول قضايا ثانوية كالشغل و السكن... كما هو الشأن في أوربا، وصراع حول مبادئ أساسية تبنى على تناقض رئيسي بين التيار الحداثي و التيار الأصولي غير منسجم من حيث المبادئ وهو ما نحن بصدده باتحادنا، في محاربة المؤثرات البلاغية والمغالات الأدبية في استغلال الدين كمعتقد مشترك بين جميع المغاربة ونبذنا للحب الغريزي للكلام بدون أفعال والتمظهر بمثالية ثملى بالعطف، هدا الصراع المبدئي بدأ يظهر أيضا في مكونات الحكومة بعد أن أخد بنكيران بمقولة "نحن معا في أول الطريق فقط". إن التنزيل السوي لروح الدستور في المؤسسات السياسية ببلادنا يعرف تطورا خطيرا بمحاولة ترسيخ عقيدة حزب ورثة علم الكلام ( علم الكلام هو مذهب فكري شبيه بالسفسطائية في القرون الوسطى عرف بتكفيره للفلاسفة، كان أكبر مورديه في المشرق الإسلامي وعرف صراعا بين السنة و الشيعة، أكبر و أشهر أعمالهم هو تهافت الفلاسفة للغزالي، وأنظمة الحكم الحالية بعد الخريف العربي سنية كانت أو شيعية شبيهة لأنظمة الحكم آنداك) في المؤسسات الدستورية وأيضا في القوانين وتراجعهم عن تنفيد بعض الصلاحيات، هدا يوجب علينا بتأدية دورنا في تحصين المكتسبات في الانتقال الديمقراطي وتفعيل دور المعارضة، هده المعارضة التي لا أتمناها أن تكون فقط غوغائية وتهكمية مستهلكة، بل علينا استحضار مفهوم "التحدي السياسي" المتبع في الثورات السلمية ببولونيا و أكرانيا و تورات الخريف العربي دات صبغة النضال اللاعنفي لتفكيك الأنظمة الديكتاتورية.... هدا التحدي السياسي يجب أن يكون مرجعا لنا في أي مؤسسة يمكن أن تجمعنا بورثة علم الكلام في البرلمان، النقابات، الجمعيات، الوداديات، الجامعات...، فهم متعودون على العنف اللفظي و المادي مند ثمانينيات القرن الماضي وأي دخول في مواجهة من هدا النوع سيكون ثمنها غاليا خصوصا بالجامعات، فالتحدي السياسي تصعب مواجهته بل يأزم نقط ضعف الخصم ويفصل عنه مصادر القوة، نستطيع بالتحدي السياسي أن نوزع أهدافنا على مجال واسع وفي نفس الوقت التركيز على أهداف محددة مما يضطر بالخصم بالوقوع بأعمال وأحكام خاطئة بسبب الضغط المتواصل. فالنضال اللاعنيف هو الأكثر تعقيدا ومتعدد الأساليب حيت يتم استغلال أسلحة نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية. أولا، لما هده الضرورة التاريخية في الوصول بالمعارضة إلى هدا النوع، يجب تحليل نقط ضعف و قوة الحزب البوجادي ومعه الجماعات الإسلاموية وما مدى خطورة تنزيل مشروعهم الأصولي، فجزء من الطبقة الفقيرة دلك الجسم المهمش المتسم باللاوعي وارتفاع نسبة الأمية هو الداعم انتخابيا وتنظيميا فيجب تفكيك هده القوة التعبوية بهدا الجزء أما أكبر نقطة ضعفهم هي الطبقة الوسطى لكن للأسف هي عازفة عن الفعل السياسي والحزبي وهي التي ستتحمل تبعات هدا المشروع فكل السياسات العمومية الآن المنتجة من طرف الحكومة هي تستهدف تقليص هده الطبقة لعدم طوعيتها لهدا المشروع وهدا سيتيح لورثة علم الكلام انصهار حزبهم في الدولة والدولة في الحزب.
إن المهام الأولية الموكلة للمناضلين في بعض المواقع التي نشعر فيها بالضعف والخوف مهام قليلة المخاطر وتعمل على بناء الثقة بيننا وبين الجماهير، وتمنح الفرصة لمشاركة الجماهير في أعمال المعارضة وفي بعض الحالات من المحبذ تركيز العمل الجماعي على قضايا صغيرة غير سياسية مثل تأمين الماء الصالح للشرب و ترميم الطرق. وعلى المستوى الماكرو يجب اختيار قضايا معروفة بشكل واسع ويصعب رفض ميزاتها وأن تكون المعارضة على شكل حملات محدودة كي لا يمل المتلقي والمستهلك ولإقناع الجماهير على موضوعية المعارضة ويجب أن لا نأمل في الصراعات الطويلة أنه سيكون سقوط كامل وفوري للخصوم ولكن الأمل هو تحقيق أهداف محدودة مسترسلة لتفكيك نقط قوة الخصوم، فيجب وضع حملات منفصلة ذات أهداف خاصة ومختلفة في مراحل النضال الأولي فيتم تحديد قضايا أو تظلمات محددة خاصة و فئوية في نقط ضعفهم لضمان انتصارات ترفع المعنويات للمناضلين وتساهم أيضا في إعادة الثقة للجماهير فتتحول موازين القوى بشكل متزايد على المدى البعيد، وتعتبر أعمال الرفض الرمزية والتحدي من ضمن الأساليب المتوفرة التي تقوض الخصوم وتحرجها أمام الرأي العام و يكون في غالب الأحيان رد فعل طائش ولا مسؤول مما يزيد في تفكيك نقط القوة. وتختلف أساليب التحدي السياسي باختلاف القضايا فقد تكون خطابات عامة ، رسائل معارضة، بيانات تصدر عن منظما و مؤسسات غير حزبية، بيانات عن المظالم والمطالب، شعارات منددة و كاريكاتورات تهكمية، مقالات وكتيبات وكتب محللة للأوضاع المتأزمة، توفير وسائل الإعلام مثل الصحيفة و أيضا المواقع الصحفية الالكترونية، الحضور الوازن في التلفزة والاداعة، كتابات على الأرض والحائط منددة بقضية ما، إقامة صلاة الجنازة على الحكومة في عيد الشغل، ملازمة المسؤولين وتوبيخهم في العلن بدل تملقهم، تأليف المسرحيات والأغاني تهكمية على سياسات الحكومة، مسيرات واستعراضات وقوافل بالسيارات أو الحمير أو البغال، الحداد السياسي، الجنازات الرمزية على القوانين الرجعية، إدارة الظهر في البرلمان أثناء المسائلة الشهرية أو وضع الشريط اللاصق على أفواه البرلمانيين أو في المجالس البلدية والجماعات المحلية و القروية، مقاطعة اجتماعية انتقائية، الدعوة إلى مقاطعة المواد التي ارتفعت أسعارها بموجب قوانين الحكومة....

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.