Header Ads

التجَرّد من العَالم العَقلِي والإهْتداء للنّور البَاطني للإنسَان

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

يقدر الإنفعال على أنه المستوى اللائق الذي تترجمه الشاعرية بحيث يتحول ضمن التجربة الذاتية للشاعر إلى نزعة إنفعالية تلخص العوامل الشعرية الأخرى المؤثرة في البناء الشعري وهذا الإنفعال هو بمثابة الدرجة التي تقاس عليها المستويات الحادة التي تخلق أثنا عملية الخلق من موروثات وموهبة وقدرات إضافية وتاثيرات اللحظة وبالتالي قدرة الشاعر على الإطاحة بالغرض التقليدي.

إن ضبط الخيال أوترتيبه أو حتى الإنتقائية فيه لا تلغي التخيلية التي تقوم على معرفة بالإستخدام المعرفي أو القصد الفلسفي ضمن تدريجية النص وما يتم صياغته ضمن الرؤى الخاصة والعامة التي تتناوب مع معدل الموجودات المستخدمة رغم عدم فعاليتها وتأثيرها ضمن المتعلق الجمعي للإنفعال ومقتربات تأثره في المدرك والتصوري وفي الرمزي الذي يُخلق أنيا ولايرتكز لأسطورة أو خرافة مادامت العملية الأنفعالية مليئة بقوى غير محددة وغير منظورة وهي قابلة أحيانا للسمو والوصول حد الإعجاز والسحر وتأرة لاترتقي بمستويات الحاجة إليها وهذا بدوره يؤكد أن العملية الأنفعالية كي تكون ذات بعد مؤثر فأنها تخضع لتأثير قدرات الشاعر على شحنها بالمتوافق مع اللغة وأحاسيس العاطفة ومديات من السخرية وقطعا قدرات الصور الشعرية التي ينتجها ذلك الإنفعال .

إن الأمر المفرغ منه أن الشاعر يمتلك قوى جمالية كون الشعر يحتل مكانة زمانية أعم من المعارف الأخرى كما أنه في نزاع مستمر مع حيزه الجمالي وتقديرات هذا الحيز التي معظمها يصب في الإلتقاء مع المغري والجوهري والمفيد والذي يولد كيفية ما وأنطباعا شموليا نحو الكون وتعضيدات المصيروالإقتران بمسمى النزعة الإنسانية الخالدة .

إن كل شئ في الكون وبما في ذلك القوى الطبيعية هي واسطة مابين المطلق وبين متحسسات أو نقاط الشاعر الإرتكازية لمطلقه أي أن أنفعاله أمام هذه الأشياء هو محاولة تأمين شمولية جمعية لعيناته المنظورة التي يحيلها بفعل الصدمة النفسية إلى أدوات حية مشاركة ذات كيانات روحية في أي محاولة إستحضارية يريدها الشاعر وبذلك يتشكل الخطاب الغيبي والذي تنسلخ فيه إنسانية الشاعر المقصودة إلى إنسانية أخرى تقع تحت تأثير القوى الكونية الكبرى التي تتسم بالمسائل المعقدة والمحيرة لتذوب كل الأشياء التي ذكرناها في شيئية الأنفعال وما ينتج عن هذه الشيئية من تقديرات بما ستكون عليه تلك الموجودات وبالأخص تلك التي تسامت عن مكونها الأصلي أو تلك التي خلقت من مكون جديد ليضمن الشاعر تجرده عن عالمه العقلي والإهتداء إلى النور الباطني للإنسان .

أن ذلك لاينظر إليه على أنه عزل لبعض القوى المؤثرة بفعل سطوة الإنفعال غير المقدر بل هو تحجيم للمؤثرات الطارئة ذات المدلولات المكررة والمستنفذة أغراضها والتي لاتعين الشاعر على التحول والإبتكار ،إن القدرات الإنفعالية المنتجة تعتمد في إنتاجيتها على القوى المجهولة التي تكون قد إستحضرت أي شئ من أجل بناء كل شئ.

رغم ماتحتوية من متنافر ومتناقض ومن متنوع يبدو للوهلة الأولى بأنه غير قابل للهضم لكنه سرعان ما يفتح أمام المتلقي مائدته الشهيئة وتوليفاته في أنماط موسيقية متعددة ومغرية.

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.