Header Ads

أطفال الشوارع ظاهرة أصبحت تغزو مجتمعنا الحالي

timthumb (2)
كلما سمعنا عن ظاهرة التشرد ترى فيها طبقات وكل طبقة تنفرد بخصوصية خاصا بها ومن هذه الأنواع هو نوع تشرد الأطفال حينما تظل ظاهرة أطفال الشوارع بالمغرب من الظواهر المقلقة والمسيئة لمجتمعنا الحالي ، خصوصا أمام تزايدها سنة بعد أخرى، كما لم تعد تقتصر على الأطفال الذكور، وإنما أصبحت في الآونة الأخيرة تشمل أعدادا متزايدة من الطفلات اللواتي لجأن إلى حياة الشارع، وترتبط هذه الظاهرة بالتحولات التي عرفها المجتمع المغربي والتي مست بالخصوص بنية المجتمع وبنية الأسرة وألقت بظلالها على وضعية الطفل داخل وسطه الأسري والمجتمعي خصوصا و أنها تثير قلق المجتمع المدني بكافة فعالياته, الأمر الذي يستدع بالضرورة تدخلا صارما من طرف السلطات المختصة والجمعيات المسوؤلة التي تتوفر فيها شروط التوعية والإدماج السليم .وكما لا يخفى عليكم هناك عديد من المدن المغربية التي لا تخلو منها أطفال يعيشون ظروفا قاسية وهم أطفال الشوارع , تجدهم قرب المطاعم… في مواقف السيارات… على الأرصفة…و في الحدائق… لا مسكن لهم و لا ملجأ أخذوا من الشارع مسكنا , فهم يتخذون بعض الأماكن المهجورة مكانا للمبيت و السكن ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء.
و تعتبر مدينة طنجة من المدن الكبرى التي تتميز بتفاقم ظاهرة أطفال الشوارع، فالأعداد الهائلة من الذكور و الإناث الذين يطوفون شوارع المدينة معظمهم – للأسف – ينحرفون، فيتعاطون التدخين و المخدرات وحتى الكحول أيضا، و قد تطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام في عدد من الحالات. ولا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا، فهم ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر، ضحايا عوامل مجتمعية و اقتصادية لم ترحمهم و لم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها. ولسبر أغوار المشاكل الأسرية التي ينتج عنها عدة حالات نلجأ إلى وصف أسباب الظاهرة بكل تجلياتها, وقد نستطيع رصدها على سبيل المثال لا الحصر في ثلاثة أسباب رئيسية: الطلاق, الفقر, الانقطاع عن الدراسة,عندما أجول شوارع مدينة طنجة أجد وضعية هؤلاء الأطفال مزرية، فهم يبيتون في الشوارع ، حيث يكونون عرضة لكل التقلبات المناخية من برد شديد ، أو حر شديد أو حتى ريح عاصفة ،أو الاغتصاب وغيرها من أخطار متوقعة مما ينتج عنه أمراض مختلفة ليس السل و السرطان بأولها و لا آخرها.
الطفل اشرف, 12 سنة, طفل يعيش في الشارع و يتخذ من التسول وسيلة لتحصيل الرزق بالنسبة له، وجدته في قرب احدى المطاعم ”بسور المعاكيز”، يستجد المارة واستعطافهم بلقمة تسد رمقه.
يقول اشرف: ” أعطوني مالا لأتغذى و اسكت صيحات بطني من الجوع، و سأتوقف حالا عن شم هذا المخدر”. و تكفي نظرة واحدة إلى اشرف لتدرك أية معاناة يعيشها بثيابه الرثة و وجهه المليء بالندوب ، و الذي كان رده واقعيا عندما طلبت منه أن يتوقف عن تعاطي ذاك المخدر الذي كان بين يديه.ولكن -للأسف هناك كثير من الأطفال المشردين في شوارع مدينة طنجة وليس طنجة وحدها بل هناك عديد من المدن فإن الحلول – تلقائيا – تتمثل في القضاء على الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة, لكن تجدر الإشارة إلى أن جمعيات رعاية الأطفال في وضعية صعبة تلعب دورا هاما و قيما في استئصال جذور هذه الظاهرة من المجتمع المغربي. و من بين الجمعيات و الهيئات المهتمة بحقوق الطفل بطنجة, جمعية “دارنا” و التي تهتم بإيواء الأطفال في وضعية صعبة, تروم في أنشطتها و مشاريعها إلى تقديم الخدمات الاجتماعية و التربوية و الصحية الكفيلة بتأمين وإصلاح الطفل و تقويم سلوكه و اندماجه في المجتمع, ضمان تكوين دراسي أو مهني للطفل يساعده على الاندماج الاجتماعي و الاقتصادي بعد انتهاء مدة إقامته بالمركز, العمل على ترسيخ الروابط بين الحدث و وسطه العائلي.

لكن رغم كل هذه الجهود التي تقوم بها مختلف الهيئات و المؤسسات المشرفة على حقوق الطفل تبقى هذه الظاهرة مستفحلة و متفاقمة بمدينة طنجة بشكل جد ملحوظ, الأمر الذي يستدعي تدخل واقعي و جاد من طرف المنظمات والمؤسسات المهتمة بأطفال الشوارع “أو ليسوا أجيال المستقبل؟” .

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.